مقال عن التعليم مع الأستاذ محمد بن درعان

مقال عن التعليم مع الأستاذ محمد بن درعان
الجمعة 1441/10/13هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي العظيم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على النبي محمد معلم الإنسانية الأول، أما بعد

تمتد جذور التعليم بالمملكة العربية السعودية النظامي بعد توحيد المملكة عام 1344هـ حيث تبلورت فكرة التعليم في جميع أنحاء المملكة وتأسست جهة تشرف على ذلك عام 1346هـ بما يسمى بمجلس المعارف وجعل التعليم على مستوى المملكة إلزامياً مجانيًا، ثم في عام 1373هـ أُنشئت وزارة المعارف حيث كان مقرها مكة المكرمة ثم بدأت تشرف على التعليم بكل مراحله (الإبتدائي والمتوسط والثانوي والمعاهد).

الجدير بالذكر بأن مدينة الأطاولة حظيت بالتعليم مبكراً وهنا نذكر تأسيس ابتدائية الأطاولة عام 1372هـ حيث كان أول مدير لها في ذلك الوقت المربي الفاضل الأستاذ جمعان الهلالي رحمه الله مع مجموعة من الأساتذة من العالم العربي من مصر وبلاد الشام ومقرها لا يزال في القرية الأثرية بالأطاولة.

الأطاولة كانت مقصد لطلاب العلم من جميع قرى زهران وما حولها بداية بالدراسة الابتدائية ومعهد المعلمين والمتوسطة والثانوية فيما بعد حيث كانت سباقة لتأسيس المدارس بصفتها هي المركز لكل الدوائر الحكومية.

وأول دفعة تخرجت منها عام 1378هـ وبعد ذلك تم إنشاء أول معهد للمعلمين في الأطاولة عام 1380هـ كأول معهد معلمين في قبيلة زهران حيث كان مستقبلاً للطلاب للدراسة فيه من جميع قرى زهران وتخرجت أول دفعة معلمين عام 1382هـ وكان من بينهم سعيد بن مبارك مسمار، حسن سعيد القد، عبدالله بن سعد خبتي، أحمد بن جمعان الكاشر، عايض بن يحيى التنتون، الحسين بن مذكر، حسن بن محمد السمع، حسين بن أحمد دعران، غرسان بن سعيد بن حميدان، إبراهيم بن رمزي، عبدالرحمن بن قرهم، يحيى الصالبي، أحمد الحارثي.

ويوجد من تلك الدفعة منهم على قيد الحياة أطال الله أعمارهم كان لهم فيما بعد المساهمة في نشر التعليم على مستوى المنطقة وخارجها حيث تأسس معهد المعلمين الإبتدائي بالأطاولة سنة 1379هـ ومدة الدراسة فيه كانت 3 سنوات، كان للمتخرجين منه لهم مساهمة مميزة في التعليم على مستوى المنطقة والمنطقة الجنوبية عموماً ومنهم من تبوأ مراكز قيادية لخدمة الوطن الغالي في أكثر من مجال.

كانت السمة للطالب ذاك الوقت الجدية في طلب العلم رغم مشاركته لأهله في مجال الحياة السابقة حيث يستوجب التكافل الأسري على أن كل فرد له دور في سبيل الحياة الكريمة، حيث العمل في الزراعة وتربية الماشية ورغم مشاركته إلا أنه كان جاداً في التحصيل العلمي، المناهج الدراسية كانت المواد الدينية واللغة العربية والرياضيات والعلوم والإجتماعيات وفيها كان توسع بما يجعل الطالب المتخرج من الإبتدائية لديه إلمام كبير وإجادة للقراءة والكتابة.

وعموماً الحديث عن هذه المرحلة حديث ذو شجون ولضيق المساحة آمل أنما اوردته هنا يعطي لمحة بسيطة وموجزة وكما يقول المثل العربي: حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
Scroll to Top